تاريخ التسجيل : 31/12/1969
| موضوع: برج القوس الاول الإثنين أغسطس 25, 2008 11:02 am | |
| برج القوس
الصفات العامة لبرج القوس
هناك عادة محور في كل جمع ضاحك مرح , و احتمال يوازي تسعة من عشرة بأن يكون المحور شخصا مولودا في برج القوس . و إذا تبين بالإضافة إلى ذلك أنه يتمتع بوجه منفتح و جبهة عريضة , و أنه يقوم بحركات مرتبكة خالية من الرشاقة , أمكن التأكد عندئذ من أنه مولود في برج القوس .
جميع الصفات التي ينطوي عليها هذا الإنسان تؤهله لأن يكون طفلا كبيرا . فهو مرح صادق صريح طيب القلب , يعبر ببراءة متناهية عما يدور في خاطره , و يرفض اعتماد الأساليب الملتوية , و يحرج الآخرين , و يستغرب نقمتهم عليه , و يعتذر من هفواته التي ينساها بعد حين ثم يكررها , و هكذا . . . إنه رياضي المظهر يشبه إلى حد ما الجواد أو المهر و خصوصا بخصلة شعره المتدلية على جبينه كالعرف و التي يرفعها دائما بحركة من رأسه أو بيده الأمر الذي يتحول عنده إلى عادة تلازمه في الكبر حتى بعد الصلع .
هذا الإنسان سريع الحركة , سريع التنقل , يكره الجمود و يبدو كأنه يسير في اتجاه معين أو كأنه يلاحق هدفا ما . لكن حركاته و مشيته تفتقر إجمالا إلى الرشاقة أو الانضباط , و كثيرا ما يتعثر بخطواته أو يقلب الأشياء التي تعترض طريق ذراعيه . و مع ذلك يوحي بأنه رياضي . و هو يعيش في الواقع عيشة الرياضيين إذ يحب الهواء الطلق و ركوب السيارة و الدراجة و الطائرة , ولا يستبعد أن يشترك في سباقات السرعة لولعه بها , كما يحب الحيوانات و خصوصا الكلاب و الجياد . الصراحة صفة أساسية في مولود برج القوس , بل أساس شخصيته , تماما كما هي في برج العقرب , مع فارق كبير وهو أن مولود برج العقرب يعري الحقائق عن عمد و سابق تصميم و معرفة أكيدة بالنتائج بينما يلجأ مولود برج القوس إلى الصدق عن براءة و طيبة و عدم لياقة اجتماعية و جهل تام بالنتائج . لذلك كثيرا ما يشعر بالندم و الأسف إذا نجم عن أفعاله أي ضرر أو أذية . و لكنه يفشل دائما في تطوير أساليبه و يعود المرة تلو المرة إلى صراحته المذهلة مع جميع الناس دون استثناء و دون أي اهتمام بالنتائج المترتبة على مثل ذلك التصرف . و مقابل ذلك يصعب على الكثيرين أن يحقدوا عليه فترة طويلة بسبب شفافيته و براءته و حسن نواياه , فغايته الأساسية هي في الواقع بعث المرح و السلوى في النفوس , و إذا جاءت النتائج عكس المتوقع لا يجوز اتهامه بالخبث لأنه بعيد عنه كل البعد . كل ما يمكن قوله هو أنه طائش يلقي سهامه جزافا فتصيب من تصيب و تخطيء من تخطيء , مع العلم بأنها لا تميت أحدا لخلوها من كل أثر للسموم التي يجهلها مولود برج القوس تماما .
يرمز إلى إنسان برج القوس بالنار و يقال أن لكوكب " المشتري " ( جوبيتر ) تأثيرا كبيرا في مزاجه , الأمر الذي يوضح سبب جرأته و إقدامه و صراحته و حبه للكلام . إذا تعرض أحد لكرامته مثلا رد في الحال معتمدا على لسانه الحاد و قبضته القوية في آن واحد . وهو من النوع الذي يرفض النجدة أو الهرب و قت الشدة و لكنه حالما ينتقم لنفسه يستعيد هدوءه و براءته معا , و لا يتردد في تعويض عدوه مما لحقه منه . هذا و يمكن القول أن أكثر ما يغيظه و يفقده السيطرة على نفسه أن يتهمه البعض بالكذب أو عدم الأمانة .
يتمتع مولود برج القوس بطفولة مستمرة تجعله يرفض الجد في الحياة على الرغم من قبوله القيام بالواجب و المسؤولية على أفضل نحو . و سبب ذلك أن الجد يثقل عليه و يمحو جزءا من سعادته و فرحه الطبيعيين , و كذلك تفعل معه العزلة التي توقعه في مرض حقيقي في بعض الأحيان . لكن صحته ممتازة إجمالا , و كذلك نشاطه و حيويته اللذان يلازمانه حتى آخر عمره . هو يكره المرض على كل حال و يكره المستشفيات و المعالجة الطويلة , و لهذا السبب يشفى بسرعة مذهلة يضمنها أيضا تفاؤله و إيمانه بغد أفضل .
يميل هذا الإنسان إلى الرقص و الغناء و التمثيل , و يهتم بالأمور الدينية في بداية عمره ثم يتحول إلى الشك و قلة الإيمان , ولا يستبعد أن يصبح ملحدا في وقت من الأوقات . و تجري في عروقه دماء المغامرة و المقامرة , و كثيرا ما ينصرف إلى تجربة حظه على المائدة الخضراء أو البورصة أو ميادين السباقات على اختلاف أنواعها . وهو يحب و يسعى دائما إلى الوقوع في التجربة لكنه يخشى الزواج و ينفر منه , و إذا رضخ فبعد تفكير و تردد طويلين . من صفاته الحميدة الكرم و الضيافة و المثابرة و إصابة الهدف . و من عيوبه الإفراط في الطعام و الشراب و إدمان الخمرة أحيانا , و عدم حفظه الأسرار . على الرغم من تمتعه بذاكرة حادة تحفظ أدق التفاصيل ينسى أحيانا المكان الذي يضع فيه معطفه قبل خمس دقائق .
لكن أطرف ما فيه هو تلك الطريقة في سرد النوادر و الفكاهات . فكثيرا ما يتعثر بكلمة أو حركة يضحك لها الآخرون فيشاركهم الضحك بدوره ظنا منه خفة دمه هي التي أطربتهم لا هفواته التي لا يدركها على كل حال . غير أن تلك الطفولة المحببة لا تمنعه من الرد بقسوة و عنف على كل من يحاول مس كرامته أو مبادئه . و هو عندئذ يطلق سهامه بكل ما أوتي من تركيز و مهارة فيصيب الهدف في النقطة التي يريد .
يصور مولود برج القوس – كما هو معلوم – شاكلة مخلوق نصفه إنسان و نصفه الآخر جواد . و المقصود بذلك أنه في ملاحقته لأهدافه يظل دائما في الطليعة . كيف ؟ لا أحد يدري بالضبط . فقد يكون السبب مزاياه العديدة أو حظه الجيد أو الاثنين معا . و إذا شغل عن ذلك اختصر القضية كلها بقوله مازحا أن الحياة " سيرك " , و إنه فيها المهرج الأول .
الطفل القوس
الطفل في برج القوس مهرج صغير يحب لفت الأنظار و إدخال البهجة إلى قلوب المحيطين به . إذا أهمل أو ترك وحده أخذ حالا ً في البكاء للتعبير عن احتجاجه أو اندفع وراء أي صوت أو رائحة تدل على وجود بشر . و إذا لم يتسن له رفيق أو أنيس ينصرف إلى معاشرة دمية أو حيوان أليف يمنحه الدفء و الطمأنينة اللذين ضن عليه بهما الآخرون .
إن الاحتكاك بالناس على اختلاف أعمارهم غذاء رئيسي لطفل برج القوس تماما كالطعام و الشراب , فإذا أضفنا إلى تلك الحاجة فضولا شديدا تجاه كل أمر و قضية فهمنا سبب ملاحقته الكبار و طرحه عليهم سيلا لا ينقطع من الأسئلة . " لماذا " كلمة يرددها من الصبح إلى المساء و يبغي من ورائها معرفة كل شيء دون استثناء . الله , الحياة , الموت , الولادة , القوانين و الأنظمة , جميع هذه القضايا تثير اهتمامه و تتطلب منه أجوبة صريحة و صادقة يستقيها من الذين هم أعلم و أخبر منه . فإذا رفض هؤلاء تقديم الشرح الوافي غضب و هدد بالتمرد على أوامرهم .
يحب الطفل المولود في برج القوس الطبيعة و الهواء الطلق و الرياضة و الصيد , و كثيرا ما يسرح في الحقول و على الشاطئ برفقة كلب صديق و بندقية أو شبكة يصطاد بهما العصافير أو الأسماك . و كثيرا ما يقع أيضا خلال تلك النزهات و يعود منها بآثار الكدمات و الجروح . هذا الطفل معرض في الواقع للعثرات الجسدية و النفسية بسبب تطلعه إلى الأعالي و انشغاله بأحلام عظيمة تراوده , و يتعلق أكثرها بمستقبله . في تلك المرحلة من الطفولة يحلم بأن يكون راهبا أو ناسكا أو رجل دين . لكنه – بعد أن يكبر – يتحول تدريجيا إلى نوع من التفكير الجدلي الذي يدفعه إلى الشك أو الإلحاد أو دراسة الديانات الأخرى عله يجد فيها الحقيقة الكاملة .
من أفضل أمنيات طفل برج القوس الحصول على ثقة أهله التامة في الوقت الذي يسعى فيه إلى الانعتاق منهم . مثلا إذا وضع في مدرسة داخلية أو أرسل إلى بلد ما للدراسة قد تمر الأيام دون أن يرسل كلمة إلى أهله يطمئنهم بها على نفسه , و لكن تصرفه هذا لا ينم عن خبث أو سوء نية . بالمقابل يتعلق بمدرسته و أترابه بسهولة تامة , و ينجح في دراسته بفضل ذكائه و فضوله و طرحه العديد من الأسئلة مما يجعله أكثر استيعابا من غيره للطرق التعليمية الحديثة . إنه يستحق في الواقع اهتمام المعلم المرن و صاحب الخيال الخصب و متى وجد هذا الأخير أظهر الطفل مواهب عظيمة مقرونة بأفضل الصفات كالصدق و الاستقامة و الأمانة . أما إذا ارتكب بعض الأخطاء و الهفوات المقصودة فيكون ذلك بمثابة الرد على سوء معاملة الآخرين له و عدم ثقتهم به .
يميل الطفل في برج القوس إلى الكرم و التبذير أحيانا . لذا من واجب أهله تعويده منذ الصغر الاعتدال و السير وفقا لميزانية محددة , كما أن من واجبهم تعويده احترامهم و مراعاة شعورهم و عدم مس كرامتهم بصراحته الفطرية المعروفة . من المواضيع الأخرى التي يفترض في الأهل و المدرسين تعليمها لطفل برج القوس الجنس و الحمل و الولادة و خلاف ذلك . و السبب هو اهتمامه المبكر بأفراد الجنس الآخر الأمر الذي قد يورطه في بعض الأحيان إذا لم يتسلح بالمعرفة و الخبرة الضرورتين .
إذا وضعنا حسنات مولود برج القوس و سيئاته في كفتي ميزان نجد أن حسناته تفوق سيئاته كثيرا مما يجعلنا نؤكد أنه طفل رائع بكل معنى الكلمة . يكفي أن نعلم أن الحظ بجانبه مهما بدر منه من أقوال و أفعال .
الرجل القوس
حيث يوجد رجل برج القوس يوجد جمع يلتف حوله . فإذا أضفنا إلى هذا الحشد من الأصدقاء الكثيرين و الأعداء القليلين أهداف رجل القوس العظيمة و عادة التمثيل و التهريج عنده وجدنا أن مكان العائلة في حياته ضيق نسبيا , أو هكذا يتصور أفرادها بينما ينكر هو المسألة بشدة .
هذا الإنسان متفائل إلى درجة الإيمان الأعمى بالناس و الظروف , و إلى درجة الاستخفاف بالصعاب و الأزمات , أو تفسيرها كما يحلو له . لا بد لمثل هذا التفاؤل أن يقترن ببعض الخطر على رجل برج القوس إذ يجعله يثق بمن لا يستحق الثقة أو يضع قدمه حيث لا يجب أن توضع . لكن العجيب هي تلك الحيوية التي تجعله يواصل السير قـدما و تلك الروح الرياضية التي تدفعه إلى قبول الخسارة عن طيب خاطر . تلك هي تأثيرات كوكب " المشتري " الذي يمنحه حظا عظيما على الرغم من كل العثرات .
قلنا أن أصدقاء الرجل القوس عديدون , لكن حتى بين هؤلاء من يتمنى قتله في بعض الأحيان جزاء على خشونته و عدم لباقته . و مع ذلك تغفر له أخطاؤه بسرعة مذهلة بسبب طيبة قلبه و نقاء سريرته . يقال أن حديثه و سهامه قلما تخطيء . فإذا أراد إصابة الهدف نجح بدقة محرجة لغيره . صراحته المتناهية موجودة حتى في مواقف الحب مع العلم بأنه يعالج قضاياه العاطفية بسطحية بعيدة عن هدف الزواج الذي يخشاه و ينفر منه . و مع أنه يحب الغزل و يلجأ إليه عند الحاجة إلا أن علاقاته بالمرأة تقوم على أسس كثيرة غير الجنس . فهو يقدر الذكاء إلى جانب الجمال , و يفضل الاحتفاظ بحريته و استقلاله مهما بلغ حبه لامرأة معينة .
نصيحة إلى التي تربط مصيرها بهذا الرجل أن تمنحه ثقتها التامة , و أن تمتنع من إظهار غيرتها مهما بدر منه , و ألا تلجأ إلى التذمر و الشكوى أمامه مهما كانت الأسباب . و عليها أن تحب مثله الطبيعة و الحيوانات و الرياضة , و أن تتحلى مثله أيضا بالكرم و الحماسة و الاندفاع , و ألا تهزأ بأفكاره العظيمة و أهدافه السامية مهما بدت خيالية بعيدة عن الواقع .
يفقد رجل برج القوس اهتمامه بأهله بعد الزواج فلا تعود تربطه بهم سوى علاقة سطحية لا تسمح لهم بالتدخل في شؤونه و شؤون زوجته بصورة خاصة . و مقابل ذلك يحاول أن يبني مع شريكة حياته علاقات حميمة تنهض على أساس المشاركة في كل شيء . لذا يجب عليها أن تهتم من ناحيتها بالأخبار الرياضية و القضايا العالمية و السباقات على أنواعها , و أن تطالع المجلات و الصحف , و أن تتحلى بالمرح و الانفتاح , و ألا تتخلى عن الواقعية حتى في مواقف الانفعال و العاطفة .
على هذا الأساس وحده يلازم هذا الرجل زوجته . و يصطحبها معه في حله و ترحاله , و ينفق عليها من ماله بسخاء مع أنه ما من أمر يمنعه من توجيه النقد إليها بصراحة غير مبطنة , و مع أن سخاءه يتعداها إلى جميع أنواع المقامرة كالمائدة الخضراء و السباق و البورصة و غير ذلك من ألعاب الحظ الذي عنده منه الشيء الكثير .
يحب هذا الرجل أطفاله من بعد أن يكبروا قليلا و يصبحوا في عمر يؤهلهم للخروج معه في النزهات و الرحلات و غيرها . إنه لهم صديق و أنيس أكثر منه والد . و كثيرا ما يغفر لهم أخطاءهم و هفواتهم لإيمانه بأنهم سيصبحون أفضل في المستقبل . على أن الكذب يثير غضبه و حنقه إلى أقصى حد . أما صراحته المتناهية فتثير حنق أولاده تماما كما يفعل الكذب بالنسبة إليه .
إن رجل برج القوس باختصار إنسان صادق جرئ شجاع , فيه بعض الجنون الذي يدفعه إلى ارتكاب الخطأ . من الصعب أن يحقد عليه الناس عامة و زوجته خاصة . كيف تستطيع أن تحقد على إنسان ينطوي قلبه على مثل هذا الحب العظيم | |
|