سمعت وقرأت مجموعة من التقارير حول مسلسل مهند ونور سواءً في الصحف أو في المجلات أو في المنتديات والآراء المتباينة حول هذا المسلسل ما بين معجب مؤيد وغيور معارض
كان لها تأثير على المتزوجين إيجابياً عند البعض و سلبياً عند آخرين .
وبدأ أزواج المستقبل يرسمون صورة حالمة أو يائسة للرومانسية المنتظرة .
عقدت بعدها وزوجتي ورشة عمل لمناقشة القضية والخروج بنتائج تعالج المشكلة وإن كنت أثق أنها لن تصل لمجموعة كبيرة من المتأثرين سلباً أو ايجاباً كما أسلفت لآني لا أملك منبراً قادراً ولعل نيتنا في الإصلاح وفعلنا للسبب يكون كافياً لآن يتولى الله إيصالها ونشرها عن طريق محبي الخير .
استغربنا حقيقة هذا الهوس فالرجال يمتدحون جمال نور ( وكأنهم لا يعرفون المراحل وفنون التجميل التي تسبق كل حلقة إضافة إلى أن من بين مجتمعاتنا من العفيفات من تفوقها بل قد تكون زوجة أحد المعجبين لكنها على قاعدة كل ممنوع مرغوب )
والنساء تمتدح جمال مهند ( وهو شخص عادي وإنما لمعه الإعلام وكلام الناس حتى أصبح من الجرأة أن تخالف رأيهم )
وحتى لو اتفقنا معهم ... فهل الجمال هو رأس الأمر ؟ وهل البيوت لا تبنى إلا على الجمال ؟ .
وإذا كان مجتمعنا بحكم ما التزم به من تغطية الوجه للمرأة يصور للزوج أنه لم يستطع الخيار فماذا نقول عن المجتمعات الإسلامية الأخرى والتي تلتزم الحجاب فقط دون تغطية الوجه ونستغرب حينما نرى الزوج مع زوجته العادية وقد اختارها بمحض إرادته ورآى أفضل منها بمراحل ومع ذلك فهي أغلى عنده من أجمل بنت رآها .
إنه الحب والإخلاص والتفاني الذي يكنه كل طرف لصاحبه
الجيل السابق وهم من رمزت لهم ب (أبو علي ولطيفة ) ليس بوسع زوج ذلك الزمان أن يختار لأن الاختيار للأب والأم وهم لا يسألون عن الجمال بقدر ما يسألون عن مدى خدمتها للفلاحة والبيت وعن أمها وأخوالها ولم تعلم هي إلا ليلة الزاج من هو زوج المستقبل ومع ذلك عاشوا قمة السعادة والرومانسية بقدر ما فهموها .
هل نحن مقتنعون أن أي أحد يستطيع أن يعيش طيلة فترة حياته كحياة مهند ونور وقت الكاميرا والتي قد تعدل مرات ومرات وجند لها المخرجون والممكيجون والتجهيزات والأموال؟ .
إن الإنسان بطبيعته وسنة الله في خلقه ملول ولذا سيمل هذا الوضع لو طال واستمر ويمجه .
إن قبلة الزوج لزوجته والاعتذار بعد الخلاف والرومانسية بعد الجفاء لهو أجمل وأحلى من كامل ما في المسلسل من رومانسية .
قد يختلف الرجال في إبداء أسفهم أو حتى الحب عنهم بسبب ما جبل عليها من صفات الرجولة والهيمنة .
وقد تختلف النساء في إبداء أسفها أيضاً وحبها بسبب ما جبلت من كيد .
فيظهر الأسف عليهما من تقاسيم الوجه والتصرفات المستقبلية فليكن الزوجان على قدر من الدراية والفهم .
لاشك أن الزوجة التي تعجب في مهند تعيش فراغاً عاطفياً قد تكون هي سبب في وجوده .
والزوج الذي يعجب بنور هو أيضاً يعيش نفس الفراغ وقد يكون هو السبب .
ولذ فمن الأجمل أن يعيدا ترتيب الأوراق ليعيشا الرومانسية الفاضلة وليست رومانسية مهند الخالعة وحينما أقول الفاضلة لا يعني أنها بحدود تمنعنا أن نتفوق على رومانسية مهند وإنما أقصد أن تكون بين الزوجين خالصة وسرية دون أن تنتشر كما نشرها الفاسق وفويسقته .
المتعاهد بين أزواج مجتمعنا هو التأفف من الواقع الخاص والتطلع إلى الآخرين فقط فإذا ما أراد الزوج أن يفتح باب الرومانسية لم يجد من الزوجة تشجيعاً وإذا ما أرادت هي أن تلج الرومانسية فوجئت بالإحباط
لماذا لا يجلس الزوج مع زوجته ويتفقا على صياغة حياة جديدة وكأنهما عرسان ؟
ثم أخيراً أسائل المعجبين والمشاهدين لهذا المسلسل الذي يثير غضب الرب تعالى ويدعو إلى الرذيلة ويخرب بيوت المحافظين .
هل تجرؤ على أن تعجب بعمل والله عليه ساخط ؟