تاريخ التسجيل : 31/12/1969
| موضوع: الأم ... ولداي يتقاتلان ؟؟؟ الإثنين أغسطس 25, 2008 10:40 am | |
| ولداي يتقاتلان مع بعضهما لا تزال مناطق متفرقة من العاصمة العراقية، خصوصا تلك التي تعتبر مناطق نفوذ لاتباع التيار الصدري وجناحه المسلح المعروف «جيش المهدي»، الذي يتزعمه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر، تشهد بعض المواجهات المتقطعة بين قوات الامن وافراد من تلك الميليشيا، رغم وقف اطلاق النار الذي وقع بين الجانبين، الامر الذي يهدد بتجدد المواجهات في شكل اوسع في تلك المناطق وعودة حال الفوضى والتوتر الامني فيها، ويؤرق عامة السكان خصوصا اولئك الذين يعمل احد ابنائهم مع القوات الامنية والاخر منخرط مع الميليشيات المسلحة. ومع استمرار المواجهات المتقطعة، فان ام سعد، وهي امرأة في الخمسينات من عمرها، في موقف لا يحسد عليه، لان ولداها سعد (35 عاما) - في الجيش - ورعد (33 عاما) - احد قياديي «جيش المهدي» - ما زالا يتقاتلان مع بعضهما داخل المنزل وخارجه بسبب ارتباطاتهما المتضادة.وتقول ام سعد لـ «الراي»، عن هذه المشكلة التي باتت تؤرقها كثيرا، خلال زيارتها لاحدى الدوائر الحكومية، لمراجعة حقوق زوجها الذي سقط في الحرب العراقية - الايرانية، ان «الصراع بين ولداي الوحيدان بدأ منذ عام 2004 عندما حصلت المواجهة بين اتباع السيد مقتدى مع قوات الاحتلال وتساندها القوات العراقية في النجف الاشرف، كانت هذه شرارة الأولى للمشكلة التي تطورت في ما بينهما ووصلت الى درجة التناحر والمشادات الكلامية واحيانا التشابك بالأيادي عند تواجدهما داخل المنزل». وتضيف: «منذ ذلك الحين وولداي يتقاتلان بالنيابة عن الاخرين الذين يصفون حساباتهم وخلافاتهم الشخصية وصراعاتهم السياسية داخل العراق، فكل واحد منهم ينتمي فكريا وعقائديا الى جهة معينة، فالكبير علماني ولا يحبذ الجماعات الدينية، والاخر ملتزم دينيا وينبذ الافكار التي تدعو الى مواجهة الدين». وتشير المرأة العراقية التي تسكن حاليا مع ابنها الصغير في احد الاحياء المرتبطة اداريا بمدينة الصدر، المعقل الرئيسي لاتباع ميليشيا «جيش المهدي»، الى ان ابنها سعد كان يعمل في احدى المقار العسكرية القريبة من الحي قبل المواجهات الاخيرة بين الحكومة والتيار الصدري، وكان دائما ما يقوم مع مجموعة من زملائه، وفق اوامر قضائية، بمداهمة اوكار المسلحين والعصابات واعتقال مطلوبين، غالبا ما يكونوا على علاقة بـ «جيش المهدي»، وهو ما كان يعترض عليه شقيقه الاصغر بحكم ارتباطه بتلك المجموعة التي كانت تلقي باللوم على أعضائها الذين لديهم أشقاء يعملون مع القوات الحكومية، الامر الذي يدفعه بعد ان يعود للمنزل الى المصادمة مع شقيقه الاكبر ويطلب منه ترك العمل مع الجيش. وتوضح ام سعد، وهي موظفة حكومية كانت ترتدي العباءة السوداء، احد الازياء المشهورة في العراق، ان سعد اضطر الى ترك منزل العائلة هو وأطفاله وزوجته بعد تهديدات وصلت اليه من افراد في تلك الميليشيا، تخيره، بين الرحيل عن المنطقة او مواجهة المصير المحتوم المتمثل بـ «القتل» لكل من يعمل مع الاجهزة الحكومية ضدهم، ما دفع بالعديد من افراد الشرطة والجيش في مناطق المواجهة الى ترك العمل والتهرب من الخدمة. اما بالنسبة الى رعد، فتؤكد انه ما زال منخرطاً في اعمال مع الميليشيا التي ينتمي اليها رغم الملاحقات التي يتعرض لها وجماعته المسلحة من قوات الامن العراقية والقوات الاميركية، وغالبا ما يمكث خارج المنزل نتيجة تلك الملاحقات التي تحصل في اوقات الليل. وتعتبر الام العراقية، الحال التي وصل اليها ولداها، نتيجة حتمية للصراعات السياسية وحالة تضارب المصالح القائمة حاليا، وتقول «ان السياسيين والجهات التي تقف وراءهم تدفع بابنائنا للقتال في ما بينهم حفاظا على مصالح تلك الجهات او رغبة منها في تحقيق منافع شخصية وحزبية اكبر، وليس تبعا لمواقف تضع مصلحة العراق وشعبه في مقدمها». وتؤكد ان مشاكل مماثلة للحالة التي تعيشها حدثت داخل بعض العوائل الاخرى في العديد من المناطق سواء في بغداد او في مدن ومحافظات اخرى تكون فيها الجماعات الدينية متنفذة، فهناك افراد من تلك العوائل يعملون مع الاجهزة الامنية واشقاء لهم منخرطين في صفوف الجماعات المسلحة، ما يتسبب في خلق المشاكل داخل العائلة الواحدة. الشقيقان، وحسب والدتهما، كانت تربطهما علاقة أخوية حميمة، فالكبير كان يعطف على الصغير الذي كان بدوره ينفذ كل ما يطلبه منه شقيقه الاكبر. وتؤكد أنهما ظلا على هذا الحال منذ الصغر ولغاية التغيرات التي حصلت بعد عام 2003، حيث تغيرت طريقة تفكيرهما وتفاعلهما مع الأوضاع التي تحدث الى ان وصل الامر بهما في احدى الايام الى التلاسن بالشتائم والتشابك بالايادي عندما كانا يتناقشان حول بعض الامور السياسية. وتتابع انها تدعو الله ليل نهار، من اجل ان يسلم ولداها من كل مكروه يصادفهما ويبعد عنهما الاشرار، وينهي حالة الاحتقان الغريبة التي تولدت لديهما نتيجة صراعات لا تخدم احدا على الاطلاق ليعودا كسابق عهدهما، شقيقين متحابين يحترامان بعضهما الاخر ويقفان مع بعض في خندق واحد لمواجهة اعداء العراق . (( الموضوع منقول )) | |
|